حق العودة مقدم على إقامة الدولة الفلسطينية

من طرف **Laith Gharaibeh** الجمعة أبريل 09, 2010 9:33 pm

د.رحيّل غرايبة
ما قاله أحد قادة الشعب الفلسطيني في لبنان بمناسبة يوم الأرض بأنّ حق العودة أولى وأهمّ من إقامة الدولة الفلسطينية محذراً من خداع رؤساء الدول الكبرى الذين يعرضون على الفلسطينيين دولة أو دويلة بشرط التنازل عن حق العودة، هو عين الصواب بل إنّ هذا القول يدل على وعي سياسي، وبعد نظر، وعمق انتماء للقضية والوطن، وأود من كل قادة الفصائل ومن كل قادة الشعب الفلسطيني في كل مكان، أن يقفوا على دراسة هذا الشعار الذي يمثل انقلاباً في الوعي للمخططات الدولية، وانقلاباً في الاستراتيجيات.
إنّ تركيز العمل على إظهار هذا الحق، يمثل إطاراً جامعاً لكل الشعب الفلسطيني بكل فئاته وبكل أماكنه، فهذا الحق الإنساني المقدس الذي تقر به كل شرائع الأرض والسماء، ولا ينكره إلاّ جاحد أو متغطرس أو من صنّف نفسه أنّه خارج على أعراف البشر.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ التمسك بهذا الشعار يعبر عن وطنية صادقة وفطرة نقية، ونضالية حقيقية، وكل من ينقلب عليه أو يقلل منه أو يحاول الانسلاخ عنه فهو ضرب من ضروب الخيانة والجبن ويعبر عن انعدام الحس الوطني، وفقدان لإنسانية الإنسان المرتبطة بالحق والوطن وشرف الدفاع عنه، فكيف بمن يتبرع بالتنازل عنه نيابة عن الشعب الفلسطيني، أو أن يصفه بالاستحالة أو الغرابة أو يعمل على نسيانه أو التحايل عليه، فهذا العمل مما لا تجد في اللغة من الألفاظ والعبارات ما تصف انحطاطه وعمق الدرك الأسفل الذي يصعب على الخيال تخيله.
إنّ الذين يداعبهم بريق السلطة أو وهج المال والجاه، أو السعي لأمجاد مقزّمة على أشلاء الشهداء ودماء الجرحى وآهات الثكالى والأرامل، ما هم إلاّ خارجون عن الحدود الدنيا من قيم الأمة، وقيم النضال والتضحية التي قدمها الآباء والأجداد لفتح هذه الأرض وتطهيرها من دنس الظلم والجور والاستعباد.
نحن بأشد الحاجة إلى مأسسة (حق العودة) ليصبح إطاراً حقيقياً قائماً يمثل الشتات الفلسطيني كلّه تمثيلاً حقيقياً وواقعياً، بحيث يتم تمثيل كل الفصائل والقوى السياسية على اختلاف توجهاتها، وتمثيل جميع العائلات والروابط والدواوين والقرى والمؤسسات والواجهات القائمة في كل دول العالم، والعشائر والشخصيات البارزة، ويمكن أن ينبثق عن ذلك مجلس تأسيسي موسع يقوم على ركائز مؤسسية وإدارية سليمة، ويمكن تسجيلها ضمن مؤسسات الأمم المتحدة، لتتخذ بعداً دولياً معترفاً به.
هذه المؤسسة التي ترتكز إلى حق العودة، يمكن أن تعمل على ايجاد موجهات للخطاب السياسي، ومناهج ثقافية للأجيال القادمة، وضوابط للأعمال والتصرفات والأقوال والاتجاهات، بحيث تشكل (البوصلة) الحقيقية التي ترشد الجهد الفلسطيني بعمومه نحو الهدف الحقيقي بدقة، بعيداً عن التناقض، والانزلاق في متاهات الصراع على الهوية، أو العمل لا سمح الله إلى نقل الصراع مع العدوّ المحتل تحديداً إلى صراع آخر في ساحات أخرى صديقة، في غفلة من ضيق الأفق، أو حالة ضعف تحت مطارق المواجهة لأعباء الصراع والممانعة والجهاد النظيف.
مؤسسة (حق العودة) لن تتساهل بتعاملها مع المفرطين بهذا الحق، ولن تمكنهم من التحدث باسم الشعب الفلسطيني، ومؤسسة حق العودة سوف تأخذ على أيدي التجار الذين أثروا ثراءً فاحشاً باسم القضية، ولن تسمح لهم بالاستمرار في هذه التجارة البائسة، كما أنها سوف توجه كل المتحدثين في الإعلام والصحافة أن يصوبوا رصاصهم نحو العدوّ الواحد، وأن لا يسهموا في خلق الأعداء الكُثُر، من أجل لعاعة من الدنيا لا تستقيم مع شرف الانتماء للوطن، ولا تستقيم مع شرف الجهاد من أجل العودة والتحرير.
وهنا، ينبغي لنا جميعاً أن نفهم ناموساً كونياً وقانوناً بشرياً؛ أنّ الشعوب كلها مع المناضل الحقيقي الذي يعمل على استعادة حقه بصدق وكرامة حتى لو كان في أدغال أمريكا الجنوبية أو بوذياً في أعالي التبت، فضلاً عن رابطة العقيدة والدين والقومية والجذور، لا خلاف البتة حول دعم ومساندة ومشاركة كل من يعمل بصدق على استعادة حقه المسلوب ويسعى لطرد الاحتلال ومقاومة العدوان ومواجهة الظلم والبغي بوضوح وتجرد.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من طرف Osama Tayel Gharaibeh الأحد أبريل 11, 2010 2:44 pm

Great idea and thanks for sharing.

حق العودة مقدم على إقامة الدولة الفلسطينية

حق العودة مقدم على إقامة الدولة الفلسطينية

رد: حق العودة مقدم على إقامة الدولة الفلسطينية

منتديات عشيرة الغرايبة