الأردن منذ اليوم ! ...بقلم ادهم الغرايبه

[Zaid AL-Gharaibeh]

الأردن منذ اليوم !


بقلم: ادهم الغرايبة


اما ان نكون أردنيين و اما ان نكون عبيدا !

تلك هي المسالة و بذاك الوضوح. انها ليست مساجلات و مناكفات طارئة بل هي معركة فرز حقيقية و الفضل يعود حتما لبيان العسكر الذي طالب "باسترداد الدولة الأردنية" و تكريس الهوية الوطنية التي لا تتناقض مع انتماءات الاردنيين القومية .
انه صراع "شرق الاردنيين " بامتياز و هو ليس صراع في سبيل موقف سياسي عابر على ما يريد له البعض ان يبدو بل هو صراع "الرؤى الوطنية" برمتها و هو في الحقيقة صراع محوره مراجعة مواقف و رؤى الاردنيين من اصل اردني تجاه حال الدولة الاردنية – لنقل ما تبقى من اردنيتها امعانا في الاقليميه التي نتهم بها !- و مستقبلها و مصيرها .
اجزم ان ابناء البلد لم يدخلوا طوال تاريخهم في دوامه من البيانات مثلما دخلوا هذا الاوان . اكثر ما يهم في الامر ان المواقف ليس فقط انحرفت بل انقلبت تماما و ان الفرز الان اصبح فرزا عموديا يضع اسماءا على صدر الوطن و اسماءا اخرى تحت تلك المكانة !!
صورة العسكر التي رسمها لنا مدمني التحشيش السياسي هي انهم "عملاء" و قمعيون و نفعيون و ليس لهم ادنى ضمير وطني !
من رسم تلك الصوره البذيئة عن العسكر هو اليوم و بكل وقاحة يصطف الى جانب المشروع الامريكي فيما يخص الاردن. بالمناسبة تقليدية خطاب اوصياء المعارضة الاردنية و الروتينين من السياسين لا يميزون بين المشروع " الاسرائيلي " و المشروع الامريكي تجاه الاردن ! الاول ليس معنيا (تماما) بتوطين صريح للفلسطينين بالاردن بل معني بتوريط الاردن بدور امني بالضفة فيما الثاني – و هو الأسوأ- يعرض رشاوي بالمليارات مقابل انشاء وطن قومي للفلسطينين على ارض الاردنين !
المصيبة ان من كنا نراهن انهم حماة البلد و المدافعين عن مصالح شعبه من امثال شبيلات و العبيدات لم يعلنوا صراحة عن رفضهم لكلا المشروعين ! بل اكتفوا بجمل انشائية مستحاثة و قدموا رؤى ضبابية لا تفيد بالخروج من المازق الذي وجدنا انفسنا – كشرق اردنيين- فيه نتيجه سعينا المتواصل منذ تأسيس الدولة للان لتفسير انفسنا و التبرؤ من هويتنا الوطنية مخافة اتهامنا, مم؟ اتهامنا بأننا اردنيين ! في حين نفغر افواهنا منذهلين لوطنية كل من هم حولنا ! طيب دعونا نعود لقرأة بيان العسكر و من قبلهم بيان نواة التيار الوطني التقدمي و نقارنه مع بيانات و مقالات الاخرين , العسكر قدموا برنامجا يستند الى انتقادات جريئة غير مسبوقة في مختلف القضايا الوطنية و قدم حلولا بعيدا عن كلام رومانسي روتيني اما البيانات المضادة فقدمت دروسا انشائية و لم تستطع تفنيد أي حرف ببيان الضباط و من ناصرهم.

المستنكر هو التحريف و التشويه و التجني على بيان العسكر فيما يخص علاقة الأردنيين بالفلسطينين و اظهاره ضربا من النازية بطبعة أردنية في حين ان تلك الجزئية من البيان متقدمة بكثير عن مزاودات مناضلينا الكاذبة تجاه الصراع مع العدو الاسرائيلي و ليس من حق احد ان يزاود على ابطال الكرامة و ابناء الشهداء ممن ارتقوا – و ليس سقطوا- لاجل فلسطين !

تقليدية الخطاب الشعبي الاردني هي لب الصراع الحالي , البعض يكفر شخصيات أردنية تدعو لمراجعة كل مواقفنا تجاه انفسنا اولا من حيث الثقة بانفسنا و مقدرتنا على تكوين موقف جرئ من مسألة الحقوق الأساسية للمواطنة مثل التعليم المجاني و الخدمات الصحية المميزة و توفر الخدمات الأساسية بعيدا عن التسول و الابتزاز و ضمان انتخابات حرة على اساس قانون حضاري انطلاقا نحو مواقف واضحة تجاه الحكم و الحكومات و محاكمة اللصوص بل حتى على المستوى الاقتصادي مطلوب احداث نهوض تنموي ملحمي يستند لثروات البلد من معادن و نفط يراد له الا يكتشف ! لا بل قبل ذلك استرداد اموال الشعب التي نهبت و تأميم المشاريع الاقتصادية لصالح الشعب الاردني مثلما فعلت قيادات سياسيه في بلدانها و ممن يصفق لهم بعض الاردنيين, ام هو حلال عليهم حرام علينا ؟!

الملفت ان بيان الضباط اكثر قومية من القومين و اكثر يسارية من الشيوعيين و أكثر اسلامية من "الاخوان" – ان بقوا اخواننا بعد فضائحهم الانتخابيه – و اكثر فلسطينيه من ابناء الجبهات في حين – ياللمهزله- ان كل هؤلاء زاودوا عليه و لم يستوعبوا لحظه وطنيه تاريخيه لاحداث تغيير حقيقي لا بل انهم – لجبنهم- تعاموا عن قضايا اساسيه (كان) ممنوعا الخوض بها ! لا بل انهم تعاملوا بوداعه تجاه مخلوقات حاقده تعيش بيننا و تستقوي علينا باسرائيل و امريكا !

اكثر ما يحير بالامر ان كلا الشبيلات و العبيدات اختارا نهاية محزنة لحياتهم السياسية و انهم ليسا من ذاك النوع من الانتهازيين تجار المواقف و ان العمر لا يسمح بإغرائهما بمناصب فلما نكلا بنفسيهما و بالاردن !

شاء البعض ام ابى...المؤكد ان الاردن قبل بيان العسكر ليس هو ذات الاردن قبل بيانهم !

كل الاردن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]