الأستاذ الدكتور عبدالكريم الغرايبة

من طرف **Zaid AL-Gharaibeh** الأحد أبريل 25, 2010 4:28 pm

الأستاذ الدكتور عبدالكريم الغرايبة
بقلم:هاني حجازي

إذا كان هيرودت هو أبو التاريخ وابن خلدون أول من ألف في علم الاجتماع وارنولد توينبي منشيء فلسفة التاريخ.

فيحق لنا في الأردن أن نفخر بعلم من الأعلام وطود شامخ كالجبال هو الأستاذ الدكتور العلامة عبدالكريم الغرايبة

ولد الأستاذ الدكتور عبدالكريم الغرايبة في المغير إربد في العام 1923م, وكان والداه موظفا يتنقل في عرض البلاد وطولها فدرس ابنه في عدة مدارس وهناك في عجلون تتلمذ على يد العلامة روكس العزيزي وقد أعجب الغرايبة بطريقة العزيزي في تدريس التاريخ وقتها ثم عاد عبدالكريم الغرايبة إلى إربد طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره حيث انتسب إلى مدرسة حسن كامل الصباح ودرس فيها للصف الرابع وأتم تعليمه في المدرسة التي خرجت كوكبة كبيرة ونجوم مضيئة من شخصياتنا الوطنية وهي مدرسة السلط الثانوية .
أنهى مرحلة المترك (يشبه امتحان الثانوية العامة الآن ) عام 1942 واتجه صوب بيروت حيث كانت رغبة والده أين يدرس الطب. ولكنه لم يرغب بالطب واختار التاريخ ليصبح أول أردني ينال شهادة الدكتوارة في التاريخ من لندن عام1947م.

العلامة الغرايبة عمل في التدريس الجامعي حيث درّس في جامعة دمشق لمدة ثماني سنوات وعمل في الجامعة الأم الجامعة الأردنية منذ تأسيسها عام 1962م ويقول الدكتور مفاخرا: أنا أقدم من أي شيئ في الجامعة من ورقة أو طوبة وهو استاذ شرف فيها رغم تقاعده وهو يشرف لغاية الآن على رسائل الدكتوراة للطلبة في الجامعة الأردنية ومعروف عنه حبه لطلابه ورعايتهم الحانية لهم وهو صاحب نكتة وخفة ظل وسرعة بديهية رغم سنين عمره المديدة بعون الله.

عُين في مجلس الأعيان عام 2005 وعُرف بدأبه ونشاطه في المجلس وتعليقاته العميقة في المناقشات وهو من النوع الذي لا يخشى إلا الله ويقول دائما ما يؤمن به.
هل أتحدث عن عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية لفترات طويلة أم أتحدث عن نائب الرئيس الجامعة لفترات طويلة حين لم يكن في العالم العربي حملة شهادات كان الغرايبة أستاذ في جامعة دمشق والجامعة الأمريكية!.

معظم كتب الغرايبة في التاريخ والسياسية وآخر كتبه هي ((نحن وأمريكا ))
في الختام اسمحوا لي أن أقول كبار الأستاذة الجامعيين في الأردن مثل الدكتور علي محافظة والدكتور عدنان البخيت والدكتور خالد الكركي وغيرهم وغيرهم هم من تلاميذ الغرايبة.

هل أتحدث عن الأوسمة والجوائز التي يحملها:
نحن أمام عملاق بكل ما تحمله المعنى ومؤرخ تعتبر كتبه مراجع في شتى جامعات العالم.
وأضع في النهاية مقالا لنائب رئيس الجامعة الأردنية الدكتور صلاح جرار وهو من تلاميذ الغرايبة عن الدكتور عبدالكريم الغرايبة يدعوه فيها لكتابة مذكراته :
كلّما التقيت بالأستاذ الدكتور عبد الكريم غرايبة، الذي يصرّ على أن يستبدل بلقب ''الأستاذ الدكتور'' لقب: الشيخ المعلّم، أوجّه له سؤالاً إن كان دوّن مذكّراته أم لا، وما يدعوني إلى هذا السؤال عادة هو أهمية المعلومات التاريخية التي يكشف عنها في كلّ مرّة التقي معه بها. لكنّ جوابه عن هذا السؤال المتكرر الذي لا أشكّ في أنّ غيري قد وجّهه إليه أيضاً، هو دائماً بالنفي، ولدى الشيخ المعلّم أبي رائد وجهة نظر خاصّة تحول بينه وبين تدوين هذه المذكّرات على أهميتها، ففي كلّ مرّة أستمع إلى أحاديثه يفاجئني بمعلومات جديدة ويعزّزها بوثائق وأوراق ومصوّرات ورسائل، ويكفي أن تستمع إليه وهو يحدثّك عن إعفاء كلوب باشا من قيادة الجيش العربيّ في رواية مهمة نادرة، أو عن قصة اكتشاف مخطوطات البحر الميت، أو عن تأسيس الجامعة الأردنية، أو عن تشكّل المجتمع الأردني الحديث، أو غير ذلك من الموضوعات التي كان فيها شاهد عيان وله دورٌ في بعض الأحيان، حتى تتمنى أنه لو كان ذلك كلّه مجموعاً بين دفتي كتاب.

أتمنّى على الشيخ المعلّم عبد الكريم غرايبة صاحب الخبرات الطويلة والمتنوعة، الذي حصل على الدكتوراه في التاريخ سنة 1950 من جامعة لندن، كلّية الدراسات الشرقية والإفريقية (وهي الكلية التي تخرجت منها أيضاً)، أن يشرع في تدوين مذكراته خدمةً للحقيقة التاريخية ولتاريخ الأردنّ والوطن العربي.
وإذا بقي شيخنا الجليل متردّداً في ذلك، فإننا نتمنى عليه أن يسمح لطالبين من طلبة الدكتوراه في قسم التاريخ في الجامعة الأردنية أن يجلسا إليه مدّة كافية فيدوّنا كلّ ما يرويه ويقوما بتحريره ويتقدما به كرسائل جامعية لنيل درجة الدكتوراه.

وله إن شاء- أن يخصّص فصلين دراسيّين يملي فيهما ؟من ذاكرته- على طلبة الدراسات العليا الذين يدرّسهم في الجامعة ما يحضره من أخبار ومشاهدات وتجارب وغير ذلك ممّا يحتلّ حيّزاً واسعاً في ذاكرته الغنيّة المتدفقّة الصافية، وليس هذا اللون من التدريس بدعاً في تاريخ التعليم عند العرب، فقد كان يلجأ إليه شيوخ العلم كثيراً، وعن طريقه وصلنا كثير من مؤلفات العرب القدماء حملت عنوان ''الأمالي''.
ولعلّنا ذات صباح بهيّ نستيقظ على نسخة من كتاب مطبوع طبعة أنيقة فاخرة يحمل عنوان ''أمالي الشيخ المعلّم عبد الكريم غرايبة'' أو ''مذكّرات.